موقع الشيخ مصطفى خميس للقرآن الكريم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع الشيخ مصطفى خميس للقرآن الكريم

الشيخ مصطفى خميس القرآن الكريم ادعية فديو مصحف معلم
 
الفديوالفديو  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» سورة الزمر2012قل يا عبادى الشيخ مصطفى خميس
اصول عقيدة الشيعة في ميزان القرآن Emptyالإثنين يناير 13, 2014 12:41 pm من طرف Ø§Ù„مدير العام

» سورة يس الشيخ مصطفى خميس من صلاة التراويح
اصول عقيدة الشيعة في ميزان القرآن Emptyالإثنين يناير 13, 2014 12:34 pm من طرف Ø§Ù„مدير العام

»  سورة الشورى الشيخ مصطفى خميس 2012
اصول عقيدة الشيعة في ميزان القرآن Emptyالثلاثاء سبتمبر 04, 2012 2:21 pm من طرف Ø§Ù„مدير العام

»  دعاء ليلة25 الشيخ مصطفى خميس 2012
اصول عقيدة الشيعة في ميزان القرآن Emptyالخميس أغسطس 30, 2012 4:00 pm من طرف Ø§Ù„مدير العام

»  سورةالطارق الشيخ مصطفى خميس 2012
اصول عقيدة الشيعة في ميزان القرآن Emptyالإثنين أغسطس 27, 2012 11:28 am من طرف Ø§Ù„مدير العام

»  سورةالاعلى الشيخ مصطفى خميس 2012
اصول عقيدة الشيعة في ميزان القرآن Emptyالإثنين أغسطس 27, 2012 11:25 am من طرف Ø§Ù„مدير العام

»  سورة البلد الشيخ مصطفى خميس 2012
اصول عقيدة الشيعة في ميزان القرآن Emptyالإثنين أغسطس 27, 2012 11:10 am من طرف Ø§Ù„مدير العام

»  سورة الانفطار الشيخ مصطفى خميس 2012
اصول عقيدة الشيعة في ميزان القرآن Emptyالإثنين أغسطس 27, 2012 11:07 am من طرف Ø§Ù„مدير العام

»  سورة الانشقاق الشيخ مصطفى خميس 2012
اصول عقيدة الشيعة في ميزان القرآن Emptyالإثنين أغسطس 27, 2012 10:59 am من طرف Ø§Ù„مدير العام

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
pubarab
أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
اليوميةاليومية

 

 اصول عقيدة الشيعة في ميزان القرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
Admin
المدير العام


ذكر عدد الرسائل : 2383
العمر : 48
الموقع : كفر الدوار بحيرة مصر
العمل/الترفيه : مدرس جغرافيا
المزاج : الحمد لله
نقاط : 5401
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

اصول عقيدة الشيعة في ميزان القرآن Empty
مُساهمةموضوع: اصول عقيدة الشيعة في ميزان القرآن   اصول عقيدة الشيعة في ميزان القرآن Emptyالخميس يونيو 16, 2011 10:57 am

[center][center]اصول عقيدة الشيعة في ميزان القرآن




أسلوب ذكر أصول الاعتقاد في القرآن:
الله سبحانه وتعالى أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم بهذا الدين إلى
البشرية جمعاء لكل الأقوام والأجناس دون استثناء، لا فرق في ذلك بين لغة
ولغة بين عربي وتركي وفارسي وانكليزي... إلخ، ولا فرق بين منطقة وأخرى بين
أسيوي وأفريقي وأوربي، فكل إنسان مخاطب بهذا الدين بمجرد البلوغ إذا لم
يكن مجنوناً. سواء كان غنياً أو فقيراً أمياً أو متعلماً وجيهاً أو
وضيعاً.

فلا بد والأمر كذلك أن تكون هذه العقيدة سهلة وأدلتها ميسورة الوصول وسهل الفهم لكل إنسان.
فليس هناك غير القرآن الكريم يمكن أن يصل إليه كل إنسان سواء هو يقرأ
القرآن أو يستمع إليه أن لم يكن قارئاً، هذا إذا كان عربياً أو يقرأ
ترجمة معاني القرآن إن لم يكن عربياً.

(( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ
فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ
وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ))
[الشورى:10] وكل النصوص المتعلقة
بالأصول وردت في القرآن ميسرة مبسطة بحيث يفهمها كل من عرف اللغة العربية،
سواء تلقاها قراءة أو سماعاً: (( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ))[القمر:17].

والدين الإسلامي ككل الأديان السماوية فيه أصول وفروع، وكذلك العقيدة
الإسلامية فيها أصول وفروع، وأصول العقيدة تخرج الإنسان من الإيمان إلى
الكفر إذا لم يلتزم الطرق الأصولية للوصول إليها.

إذن فلا بد أن نستقي أصول عقيدتنا من القرآن الكريم، ولابد أيضا أن
نلتزم أمر الله جل شأنه عندما نستشهد بآيات كتاب الله سبحانه وتعالى: يقول
الله جل جلاله: (( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ
الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ
مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ
وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ
يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ
إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ ))
[آل عمران:7].

فلابد إذاً أن تكون الآيات التي نستشهد بها آيات محكمات لا تحتمل غير وجه واحد، فسماها الله بإنهن أم الكتاب.
عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وهو يتحدث عن القرآن: [[
.. ومنها محكمة ومتشابهة، فمحكمه كقوله تعالى: (( قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ ))[الإخلاص:1] والمتشابه كقوله: (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
))[الإخلاص:1] ثم قسم –ع- الكتاب قسمة ثانية فقال: إن منه ما لا يسع أحد
جهله، ومنه ما يسع الناس جهله، مثال الأول قوله: (( اللَّهُ لا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ))[البقرة:255]، ومثال الثاني: (( كهيعص
))[مريم:1]، (( حم ))[غافر:1]، (( عسق ))[الشورى:2] ]]
.

ويقول رضي الله عنه في موضع آخر: [[ فأما المحكم
من القرآن فهو ما تأويله في تنزيله مثل قوله: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ
وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ
وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ))[المائدة:6]، ومثل قوله تعالى: ((
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ
وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ
))[النساء:23] إلى آخر الآية، ومثله كثير محكم مما تأويله في تنزيله.

أما المتشابه فما كان في القرآن مما لفظه واحد ومعانيه مختلفة ]].
وإليك بعض الأمثلة من الآيات المحكمات الواضحات التي تأويلها في تنزيلها:
لقد استشهد سبحانه على وحدانيته بآيات كثرة لا تحتمل غير وجه واحد:
(( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ))[البقرة:163].
(( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ
ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ
يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ ))
[المائدة:73] وآيات كثيرة لا يفهم منها إلا أنه ليس هناك إله إلا الله متفرد بصفاته وأفعاله.
وذكر نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاته وكيفية التعامل معه بآيات
كثيرة أيضا لا تحتمل غير أن الله سبحانه بعث رجلاً من قريش اسمه محمد
(بأبي هو وأمي) وهو المبلغ عن الله سبحانه عز شأنه.

يقول تعالى: (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ
قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ
انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ
فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ))
[آل عمران:144].

(( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ
رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ
اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ))
[الأحزاب:40].

(( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ
كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ))
[محمد:2].
(( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ
أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا
سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي
وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ
فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ
بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ))
[الفتح:29].
فلا يفهم من هذه الآيات إلا معنى واحد وهو ما ذكرنا أعلاه.
وقل الشيء ذاته بالنسبة للإيمان بيوم القيامة والملائكة والرسل، هذه
هي المحكمات التي أمرنا الله سبحانه بإتباعه. وهذا هو منهج أهل الحق
يقرءون القرآن ويستنتجون منه عقيدتهم ثم يتبعونها.

أما منهج أهل الباطل فإنهم يعتقدون عقيدة ثم يبحثون في القرآن عما يؤيد عقيدتهم، فلا يجدون إلا المتشابهات ((
وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ
تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ
فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا
يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ ))
[آل عمران:7].

فكل من يتبع المتشابهات فهو مائل عن طريق الله، وهو يبتغي فتنة الناس
عن دين الله لمصالح آنية دنيئة. ولهذا فكل الأديان المحرفة والفرق التي
انشقت عن الإسلام ودعاتها وقياداتها لهم مصالح دنيوية يستغلون الناس
بأسماء مختلفة أو قل ضرائب تثقل بها كاهل أتباعهم سواء باسم بيع صكوك
الغفران أو خمس الفوائد، أو قراءة الحسينيات، أو أشكال أخرى.

أما دعاة أهل الحق فإنهم ينفقون من أموالهم في سبيل دعوتهم، وهذا حال
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فقد نقل الله سبحانه هذا الأمر على لسان
كل الأنبياء والمرسلين: (( فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ
فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ
وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ))
[يونس:72].

(( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[الشعراء:109].
بعد هذه المقدمة نأتي إلى أصول الاعتقاد المتفق عليها في كل الأديان السماوية ودلالاتها في كتاب الله جل وعلا.
تأتي الآيات المتعلقة بالأصول بالإخبار والتقرير، وترى في هذه الآيات
البساطة في الفهم ووضوح المعنى رغم بلاغة التركيب بحيث يفهمه كل من عرف
اللغة العربية ولو معرفة سطحية، كما نرى فيها الكثرة والتكرار بحيث لا
يبقى مجال لعاقل مخلص أن يزيغ، أما من لم يخلص نيته للبحث عن الحقيقة وكان
صاحب غرض وهوى واعوج قلبه عن الصراط، فهو يتبع المتشابهات بغية إيقاع
الفتنة. كما نرى في هذه الآيات أنها تعالج جميع جوانب الموضوع المتعلق
بالأصول حتى لا يبقى أي التباس أو تبقى شبهة ينفذ من خلاله أهل الزيغ.

ثم نعرج على الأصول التي أنشأتها الشيعة، ونضعها في نفس الميزان،
ونبقي الحكم للقارئ فهو يتحمل تبعات فعله بعد أن تظهر الحقيقة بين يديه
جلياً.

نفترض أن أذكى مليون شخص بالعالم أرادوا الاطلاع على الدين الإسلامي،
وفيهم العربي والانكليزي والصيني والياباني والهندوسي ومن كل اللغات
والقارات، فأخذوا يدرسون القرآن في لغته الأصلية وفي ترجمة معانيه إلى تلك
اللغات، وطلب من كل واحد منهم أن يكتب تقريراً مفصلاً عن استنتاجاته.
فماذا عساه أن يكتب. ولنر ذلك:

1- لا بد أنه يستنتج من القرآن أن هناك إلها خالقاً مدبراً لهذا
الكون، وأن الله سبحانه واحد متفرد في صفاته وأفعاله، لأنه يقف على كم
هائل من الآيات القرآنية تتحدث عن هذا المعنى، فلا نستطيع الإحاطة بعشر
هذه الآيات في هذه المقالة المقتضبة:

(( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ
جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ
وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ))
[البقرة:29].
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))[البقرة:21].
(( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ
بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ
الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ))
[الأنعام:73].
(( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى
الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ
وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ))
[الأعراف:54].
وهناك المئات من الآيات التي تتحدث عن الخلق والتدبير:
أما عن الوحدانية:
(( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ))[البقرة:163].
إن كل من يعرف اللغة العربية ولو بشكل بسيط يفهم مقصود هذه الآية، وكذلك كل الآيات التالية:
(( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي
دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا
الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ
أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ
وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ
إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي
السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ))
[النساء:171].
(( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ
ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ
يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ ))
[المائدة:73].
(( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ))[يوسف:39].
(( هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ))[إبراهيم:52].
(( وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ))[النحل:51].
(( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى
إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا
لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ
رَبِّهِ أَحَدًا ))
[الكهف:110].
(( قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))[الأنبياء:108].
(( قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ))[ص:65].
كل هذه الآيات السابقة وهناك العشرات لم أذكرها خشية الإطالة، تتحدث
بلغة عربية فصحى، وبعبارات واضحة يفهما كل إنسان، وأي إنسان يقرءوها لا
يفهم منها إلا معنى واحداً، ألا وهي وحدانية الله سبحانه وتعالى.

ثم يتلو هؤلاء هذه الآيات:
(( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ
شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ
وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا
))
[النساء:36].
(( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ
وَلا نَصِيرٍ ))
[البقرة:107].
(( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ
اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا
أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ
الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعَذَابِ ))
[البقرة:165].
(( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى
كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ
وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا
مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا
مُسْلِمُونَ ))
[آل عمران:64].
ومن هذه الآيات وعشرات أمثالها، يستنتج هؤلاء أن الله سبحانه واحد
متفرد بصفاته وأفعاله وأنه سبحانه أمر عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به
شيئاً:

(( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ
الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا
عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا
كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ))
[آل عمران:79].
(( قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))[المائدة:76].
(( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ
مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا
لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا
فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ
الْغُيُوبِ ))
[المائدة:116].
(( قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا
يَنفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ
هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ
حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ
هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ
الْعَالَمِينَ ))
[الأنعام:71].
(( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن
كُنتُمْ صَادِقِينَ ))
[الأعراف:194].
(( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ
أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا
أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ))
[التوبة:31].
ومما تقدم يستنتج هؤلاء أن الأمر كله بيد الله سبحانه، ولا يملك أحد
من دونه لأحد ضراً أو نفعاً إلا بأذنه، فلا يطلب إلا منه، ولا يستعان ولا
يستغاث إلا به سبحانه.

ومئات الآيات الأخر تتحدث عن كل جوانب التوحيد.
ويقرأ:
(( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى
وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ ))
[التوبة:33].
(( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ))[الإسراء:93].
(( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ
مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى
أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ
اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ))
[آل عمران:144].
(( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ
رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ
اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ))
[الأحزاب:40].
(( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ
كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ))
[محمد:2].
(( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ
أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا
سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي
وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ
فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ
بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ))
[الفتح:29].
من هذه الآيات يستنتج هؤلاء أن الله سبحانه أرسل بشراً رسولاً وأن هذا
الرسول اسمه محمد، كي لا يدعي مدع أنه هو المقصود بآيات النبوة.

ثم يقرأ هؤلاء هذه الآيات:
(( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ))[آل عمران:32].
(( يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ))[النساء:42].
(( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))[الحشر:7].
(( وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا ))[الفتح:13].
(( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ
لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ
اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ))
[التوبة:80].
من هذه الآيات وكثير أمثالها، يتوصل هؤلاء أن الله سبحانه أمر عباده
كافة أن يؤمنوا بهذا الرسول ولا يكفروا به وأن يطبعوه ولا يعصوا أمره، ومن
لم يؤمن به فهو كافر، ومن عصاه فهو فاسق وعاص.

ثم يقرءون هذه الآيات:
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا
أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ
بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ
وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ))
[الحجرات:2].
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا
أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ
بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ
وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ))
[الحجرات:2].
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا
بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ
نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا
طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ
كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا
يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا
فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ
وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا
أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ
عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ))
[الأحزاب:53].
ولا بد أن يفهم هؤلاء من هذه الآيات وآيات أخر أن الله أمرنا أن نتأدب مع رسول الله غاية الأدب.
يستخلص هؤلاء أن الله سبحانه أرسل بشراً رسولاً في مكة، وأن هذا
الرسول مذكور باسمه، وهو محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا الاسم كان من
الأسماء النادرة جداً في ذلك الوقت. وهو خاتم النبيين، وأن الإيمان به
واجب كما وأن طاعته واجبة على كل مسلم، فمن لم يؤمن به فهو كافر، ومن لم
يطعه فهو عاص، كما أننا يجب أن نتأدب مع رسول الله حتى في نبرة الصوت.

كما وسيستنتج أن الله سبحانه نفى عنه وعن رسالته كل الشبهات التي يثيرها الكفار:
(( وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ))[الحاقة:41-42].
(( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ
إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ
أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ))
[النحل:103].
(( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ ))[الحاقة:44].
وتفاصيل كثيرة لا يمكن حصرها عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويقرأ هؤلاء:
(( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ))[العنكبوت:57].
(( وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ))[البقرة:4].
(( قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ
عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ
إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ))
[البقرة:94].
(( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ))[البقرة:82].
(( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ
وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ
مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ
الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ
نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ))
[البقرة:214].
(( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا
تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ
النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ))
[آل عمران:185].
(( وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ))[البقرة:206].
(( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا
فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ))
[البقرة:24].
(( وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ
إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي
الْقُبُورِ ))
[فاطر:22].
(( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ))[الكهف:99].
(( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي
السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ
فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ))
[الزمر:68].
يستنتج من كل ما تقدم ومئات الآيات الأخر أن كل إنسان لا بد أن يموت،
وأنه يحشر بين يدي ربه ويحاسب، فإما إلى جنة ونعيم، وإما إلى النار
والجحيم.

الإمامة في القرآن:
وقبل أن نبحث مسألة الإمامة في القرآن لنر ما هي الإمامة عند الشيعة؟
الإمامة عند الشيعة:
انفرد الشيعة (الإمامية الإثنا عشرية) من بين سائر الفرق الإسلامية
بأن جعلوا الإمامة وراثة بعد الرسول، وأن هذه الوراثة تعيين بالنص الإلهي
والنص النبوي، والإمامة لا تختلف عندهم بإطارها العام الوظيفي والتشريعي
عن النبوة والرسالة. والإمام لا يختلف عن النبي إلا بالاسم فقط.

عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: [[
الأئمة بمنزلة رسول الله إلا أنهم ليسوا بأنبياء، ولا يحل لهم من النساء
ما يحل للنبي، أما ما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة الرسول صلى الله عليه وسلم
]]
([b][1]
).

ويرى الشيعة أن الله سبحانه وتعالى نص ورسوله صلى الله عليه وسلم على
إمامة علي واحد عشر من أولاده بأسمائهم وأسماء آبائهم على أنهم خلفاء
المسلمين وأئمتهم من بعده، من آمن بهم كان مؤمناً، ومن أنكر واحداً منهم
كان كافراً كمن أنكر الله سبحانه وتعالى أو أنكر نبوة محمد?!!

عن ذريح قال: [[ سألت أبا عبد الله عليه السلام عن
الأئمة بعد النبي? فقال: كان أمير المؤمنين إماماً، ثم كان الحسن
إماماً، ثم كان الحسين إماماً، ثم كان علي بن الحسين إماماً، ثم كان محمد
بن علي إماماً، من أنكر ذلك كمن أنكر معرفة الله ورسوله صلى الله عليه
وسلم ]]
([2]).

ويعتقدون أن الأرض لا تخلو من إمام:
عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [[ إن الأرض لا تخلو إلا وفيها إمام كي ما أن زاد المؤمنون شيئاً ردهم، وإن نقصوا شيئاً أتمه لهم ]]([3]).
وطاعة الإمام فرض كطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم: عن أبي الصباح قال: [[
اشهد إني سمعت أبا عبد الله يقول: اشهد أن علياً إمام فرض الله طاعته،
وأن الحسن إمام فرض الله طاعته ... إلى أن قال: وأن محمد بن علي إمام فرض
الله طاعته ]]
([4]).

والروايات في هذا الشأن كثيرة نذكر بعضا منها:
عن جعفر الصادق عليه السلام عن درجة الإمام: [[ ما
جاء علي آخذ به وما نهى عنه انتهي عنه. جرى له من الفضل ما جرى لمحمد،
ولمحمد الفضل على جميع خلق الله عز وجل، والمتعقب عليه كالمتعقب على الله
والرسول، والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله. كان أمير
المؤمنين باب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وسبيله الذي من سلك غيره يهلك،
وكذلك جرى لأئمة الهدى واحداً بعد واحد ]]
([5]).

ورواية أخرى تقول عن الإمام: [[ نحن الذين فرض
الله طاعتنا، ولا يسع الناس إلا معرفتنا ولا يعذر الناس بجهالتنا، من
عرفنا كان مؤمناً، ومن أنكرنا كان كافراً، ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان
ضالاً حتى يرجع إلى الهدى الذي افترضه الله عليه من طاعته الواجبة ]]
([6]).

عن أبي جعفر عليه السلام: [[ بني الإسلام على خمس: الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية، ولم يناد بشيءٍ ما نودي بالولاية يوم الغدير ]]([7]).
وفي رواية عن زرارة: [[ فقلت: وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل ]]([8]).
أي: أن الولاية أفضل من النبوة بل وأفضل من الشهادتين.
عن أبي الحسن عليه السلام قال: [[ ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولم يبعث الله رسولاً إلا بنبوة محمد وآله ووصية علي عليه السلام ]]([9]).
ونحن نتساءل:
إذا كانت ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، فلماذا لم تكتب في القرآن الكريم؟!
وجعلوا الأئمة أفضل وأعلم من جميع الأنبياء:
عن أبي عبد الله عليه السلام: [[ ... كان أمير
المؤمنين صلوات الله عليه كثيراً ما يقول: أنا قسيم الجنة والنار … ولقد
أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل بمثل ما أقروا لمحمد صلى الله عليه
وسلم، ولقد حملت مثل حمولته، وهي حمولة الرب، فإن رسول الله يدعى فيكسى
وادعى فاكسى … ولقد أعطيت خصالاً ما سبقني إليها أحد: علمت المنايا
والبلايا والأنساب وفصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني، ولم يعزب عني ما غاب
عني، أبشر بإذن الله وأؤدي عنه ]]
([10]).

أما أقوال معاصريهم فيقول الخميني: (فإن للإمام مقاماً محموداً ودرجة
سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضروريات
مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل)([11]).

وبمثل هذه الأقوال جعلوا علياً أفضل من رسول الله؛ لأن الملائكة
والرسل أقروا له بمثل ما أقروا لمحمد، ولكنه أعطي خصالاً لم تعط لأحد من
قبل، وبهذا فضل على محمد، وكل هذه الخصال من علوم الغيب، يعني أنه أعطي
مفتاح الغيب والتي هي من خصائص الله سبحانه وتعالى، و الله تعالى يقول: (( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ))[النمل:65].

وبهذا جعلوا الأئمة بمثابة الرسل، وأدخلوا الإمامة في أركان الإيمان
وأركان الإسلام، بل وجعلوها من أفضل الأركان، حتى أفضل من الشهادتين لأنهم
حذفوا الشهادتين من النصوص أصلاً، فأصبح الإمام كالرسول من عرفه وآمن به
كان مؤمناً، ومن أنكره كان كافراً، ومن لم يعرفه كان ضالاً.

الإمامة في القرآن:
أعود وأتساءل: هل أن واحداً من هؤلاء الأذكى مليون شخص في العالم
الذين طلب منهم دراسة القرآن وكتابة تقرير عن استنتاجاتهم، هل أن واحداً
من هؤلاء يتبادر إلى ذهنه، أن هناك أحد غير الله ورسوله أُمِرنا أن نؤمن
به، هل يتبادر إلى ذهن أحد من هؤلاء أن هناك إماماً واحداً أمرنا الله أن
نؤمن به فضلاً عن اثنا عشر إماماً، وفضلاً عن ذكر أسمائهم؟ لا شك أن
واحداً من هؤلاء لا يتبادر إلى ذهنه شيء من ذلك.

وحتى لا يقول قائل: إن حكمنا هذا، هو رجم بالغيب، أو ناتج عن حكم مسبق
فلا بد أن نناقش أدلة الشيعة في الإمامة بناء على الميزان الذي وزنا به
مسألة التوحيد، والنبوة، والآخرة.

أولاً: آية الولاية (حسب تسمية الشيعة):
قال تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ))
[المائدة:55].

لو أن سكان الكرة الأرضية كلها قرءوا هذه الآية فلا يتبادر إلى ذهن
واحد منهم أن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نؤمن بإمام. والشيعة أنفسهم لم
يبنوا عقيدتهم من مفهوم هذه الآية ولا غيرها من الآيات، إنما وضعوا هذه
العقيدة من عند أنفسهم، ثم بحثوا في القرآن عن أي دليل يتعلقون به، فلم
يجدوا إلا هذه الآيات التي لا ترقى إلى درجة المتشابهات، لأن الدليل
المشابه، عندما تقرأ النص يتبادر إلى ذهنك عدة معاني تحتمله سياق النص،
متماشية مع قواعد اللغة العربية، فقصر المعنى على أحد هذه المعاني دون
غيرها هي اتباع للمتشابه. أما في هذا النص فأنا أدعو الشيعة أنفسهم أن
يفرغوا عقولهم من هذه العقيدة للحظة ثم يقرأوا هذا النص، فهل يتبادر إلى
ذهن أحدهم شيئاً من هذا المعنى.

إلى هنا تنتهي المسألة، ويسقط التمسك بهذه الآية حجة لهذه العقيدة.
وفضلاً عن ذلك هناك عقبات أخرى تقف حيال الاستدلال بهذه الآية حجة عقيدة
الإمامة.

والحقيقة أن هذا دليل من ليس عنده دليل، لأن الذي يملك دليلاً قوياً بيناً واضحاً لا يلجأ إلى غوامض الكلم والعبارات .
تقول الشيعة: إن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب، وأنه لم يزكَّ
راكعاً إلا هو، ويؤولون لفظ (الولي) بأنه المتصرف في شؤونكم، ويزعمون أن
هذا دليل على إمامته بعد الرسول.

مناقشة الدليل:
1- أن الاستدلال هنا بسبب نزول الآية وليس بمدلول الآية، فهذا استدلال بالرواية وليس بنصها.
2- العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب، فلفظ الآية يشمل كل من قام
بهذا العمل (إيتاء الزكاة حال الركوع) إلى يوم القيامة، فكل من أراد أن
يكون إماماً للمسلمين يعطي زكاته راكعاً، وهذا باطل عقلاً وفي ميزان
الشيعة؛ لأن الإمامة عندهم مقصورة ومحصورة في اثني عشر إماماً بالتحديد.

3- أن لفظ (إنما) للحصر، ولو سلمنا جدلاً أن المقصود بـ (المؤمنون) علي رضي الله تعالى عنه فهذا يخرج أولاده من الإمامة.
4- وأما لفظ (الولي) فله عشرة معان: (المحب، الناصر، القريب، ابن
العم، ...) وحمل هذا اللفظ على معنى واحد هو اتباع للمتشابه الذي نهينا
عنه، وأن هذا ظن مرجوح. ولو كان ظناً راجحاً فلا يجوز الاستدلال به في
مسائل الاعتقاد لأن العقيدة لا تؤخذ إلا باليقين القاطع.

بل الأرجح أن معنى (الولي) هو الناصر والمحب، ذلك لأن الآيات التي قبل هذه الآية نهت عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء: ((
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ
وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ
يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ
يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ
فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ
فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ *
وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ
جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ
يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ
عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ
لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ
وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ * يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا
دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ
قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ
مُؤْمِنِينَ ))
[المائدة:51-57].

وليس معنى الولي هنا قطعاً المتصرف في شؤونكم، بل لا تتخذوا اليهود
والنصارى أنصاراً وأحباباً، ثم أمر الله سبحانه وتعالى أن نتخذ الله
ورسوله والمؤمنين أنصاراً وأحباباً، ثم عقب الله سبحانه وتعالى بعد هذه
الآية مباشرة بالنهي عن اتخاذ الكفار وأهل الكتاب أولياء، بمعنى أنصاراً
وأحباباً([12]).

فالأولياء في الآية (51) من المائدة ليس معناها قطعاً لا تتخذوا
اليهود والنصارى متصرفين في شؤونكم، وكذلك في الآية (57)، فما الذي جعله
متصرفين في شؤونكم في الآية (55) وهي بين الآيتين، والحقيقة أن الولاية
المنهية عنها في الآيات (51 و(57) أي لا تتخذوا اليهود والنصارى أنصاراً
وأحباباً، هي نفس الولاية المأمور بها في الآية (55) أي: اتخذا الله
ورسوله والمؤمنين أنصاراً وأحباباً.

5- أن الآية جاءت بصيغة الجمع (( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ))[المائدة:55]،
وتوجيهها إلى المفرد لا دليل عليه في الآية، والأصل حمل الآية على
الظاهر (وهو الجمع) ولا ينصرف إلى غيره إلا بدليل قوي، ولاسيما أن الله
تعالى ذكر المؤمنين الموصوفين في هذه الآية بصيغة الجمع في سبعة مواضع([13]).

6- والزكاة في قوله تعالى: (ويؤتون الزكاة) يقصد بها الزكاة الواجبة؛ لأنها جاءت مقرونة بالصلاة الواجبة، وقولهم باطل من وجوه:
أ- أن علياً كان فقيراً ولم يملك نصاباً في حياة الرسول.
ب- أن إخراج الزكاة حال الركوع ينافي الخشوع في الصلاة.
ج- أن تأخير إخراج الزكاة لحين السؤال فيه ذم لعلي.
د- من أين علم علي وهو مشغول بأداء الصلاة أن هذا السائل مستحق للزكاة.
هـ- تضاربت الروايات حول (عين الزكاة) فقد جاءت في بعض الروايات أنه
دفع للسائل حلة قيمتها (1000) دينار، وفي بعضها أنه دفع خاتماً من حديد،
ومعلوم أن الملابس التي يلبسها الإنسان والخاتم لا زكاة فيهما.

7- تضاربت الروايات في سبب نزول هذه الآية، جاءت روايات أنها نزلت في
علي رضي الله تعالى عنه وروايات أنها نزلت في عبادة بن الصامت رضي الله
تعالى عنه، فتتبع الحافظ ابن كثير رحمه الله هذه الروايات فبين ضعف أسانيد
الروايات التي جاءت أنها نزلت في علي رضي الله تعالى عنه ولبعد سياق
الآية عن هذا المعنى. بل جاءت رواية بسند صحيح أنها نزلت في عبد الله بن
أبي سلول وعبادة بن الصامت عندما قال عبادة بن الصامت: {
يا رسول الله! إن لي موالي من يهود كثير عددهم وإني أبرأ إلى الله
ورسوله من ولاية يهود وأتولى الله ورسوله، فقال عبد الله بن أبي ابن
سلول: إني رجل أخاف الدوائر لا أبرأ من ولاية موالي ... }
فنزلت هذه الآية([14]).

9- أما معنى الركوع في هذه الآية (ويؤتون الزكاة وهم راكعون) الخضوع
والانقيادُ ولا يدل على الحال. ولو كان إيتاء الزكاة حال الركوع ممدوحاً
لفعله المسلمون على مر العصور.

فقد جاء في القرآن الكريم لفظ الركوع بمعنى الخضوع، كما في قوله تعالى لبني إسرائيل: (( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ))[البقرة:43].
وجاء في تفسير القرآن الكريم لعبد الله شبر الإمامي الاثني عشري في
تفسير هذه الآية: (واركعوا مع الراكعين صلوا في جماعتهم، عبر عن الصلاة
بالركوع لخلو صلاة اليهود عنه أو أريد به الخضوع والانقياد للحق).

أخي القارئ الكريم! تبين لك ضعف الاستدلال بهذه الآية، لأن الدليل إذا
تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال، وأن هذا الدليل فيه احتمالات
كثيرة تكفي واحدة منها لإسقاط الدليل من الاعتبار فكيف بمجموعها.

وقد تبين في فيما سبق أن الاستدلال لأصول الاعتقاد في القرآن الكريم
فيه شروط لم يستوف هذا الدليل واحداً منها. ولم يبق لنا إلا أن نقول: إن
اتباع مثل هذه الأدلة إن هو إلا اتباع للظن (( وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ))[النجم:28] وهو اتباع للشبهات، وقد قال الله سبحانه وتعالى عنه: ((
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا
تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ...
))
[آل عمران:7].


([1]) أصول الكافي (1/270).

([2]) الكافي كتاب الحجة، باب معرفة الإمام والرد إليه رواية 5 (ص:181).

([3]) الكافي كتاب الحجة، باب معرفة الأرض لا تخلو من حجة رواية 2 (ص:178).

([4]) أصول الكافي، كتاب الحجة، باب فرض طاعة الأئمة رواية 8 (ص:186).

([5]) الكافي كتاب الحجة (1/197).

([6]) أصول الكافي، كتاب الحجة (1/178).

([7]) أصول الكافي، (2/18).

([8]) أصول الكافي، كتاب الحجة (1/18).

([9]) أصول الكافي، كتاب الحجة (437).

([10]) الكافي، (1/196-197).

([11]) الحكومة الإس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mustafakhamis.yoo7.com/موق
 
اصول عقيدة الشيعة في ميزان القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فضح الشيعة-حزب اللات في ميزان أهل السنة و الجماعة- محمد حسين يعقوب
» اسئلة تنسف عقيدة الشيعة الهشة ( اتحدى اي شيعي يجيب عليها)
» الزنا = أجر عظيم عند الشيعة
» تفسير القران عند الشيعة
» الشيعة والبطيخ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الشيخ مصطفى خميس للقرآن الكريم :: حوار مع الشيعة-
انتقل الى: